نبذة مختصر من حياة سيدي البشير بولنوار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
لازلنا في ذكر سلسلة من الرجال الذين تربوا في المدرسة الشيخية مدرسة سيدي الشيخ .
إننا اليوم مع شخصية بارزة شهيرة كان له الفضل في إعطاء صورة طيبة ومحبوبة للطريقة الشيخية أينما حل وإرتحل ألا وهو : سيدي البشير بولنوار بن محمد بن الشيخ ......
إزداد رحمه الله سنة: 1941م بمدينة عين بني مطهر شرق المغرب
والده سيدي محمد بن الشيخ بولنوار وعرف والده بالتقوى والصلاح وكانت له كرامات عدة مع شيخه الولي الصالح سيدي أحمد بن الشيخ
أمه هي للا صفية بنت بوعمامة المرصلي عرفت بالصلاح والخير وقبل زواج والده بها بشره سيدي الحاج الشيخ بن أحمد بقوله ستنجب لك خيرة من الرجال والنساء
سيدي البشير أكبر إخوته سنا مستواه العلمي الإعدادي بثانوية عمر بن عبد العزيز وأخذ نصيبا من كتاب الله والفقه يحكى أنه لما كان في سن السادسة كان يلازم الولي الصالح سيدي أحمد بن الشيخ يأخذ بيده .
أخذ الطريقة الشيخية وهو لا يزال فتى يافعا والغريب سبحان الله أن الشيخ سيدي عبد الحاكم والد الشيخ سيدي حمزة هو شيخه وأخذ عنه دون طلب منه ثم قدمه بدون طلب منه أيضا في سن مبكرة، خدم الطريقة والمريدين حتى لآخر يوم من حياته.....
عمل في سلك محاماة وهاجر إلى فرنسا وحصل على أوراق الإقامة بها في سنة 1985م. إستقر بصفة مستمرة بالمغرب. بعضهم سأل سيدي الحاج الشيخ بن أحمد رحمه الله عنه كيف يترك بلاد كفرنسا ويعود الى المغرب فقال سيدي البشير ذهب ليفتح لكم الطريق ...
عرف رحمه الله بصرامة الحق لا تلومه في الله لومة لائم
كان سيدي البشير رحمه الله تعتريه بعض الأحوال وكان حينها يحب العزلة الى أن يمر ذلك وكانت أسعد أيامه يوم يلتقي حبيبه سيدي الحاج الشيخ بن أحمد رحمه الله
أما أيام موسم الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد رحمه الله وأرضاه فحدث ولا حرج
كان رحمه الله يحب مطالعة الكتب والتفقه في الدين، وخاصة لإبن القيم الجوزية ولشهيد المحراب محمد سعيد رمضان البوطي رحمهم الله
يحكى أنه يوما غسل جاره رحمه الله بعد تغسيله جاء الى البيت وإنزوى في غرفته بدون أكل وشرب احتار الأهل في أمره ولم تجرؤوا على سؤاله إلا بعد مدة فقال يا أولادي: " وانا أغسل جارنا رحمه الله تذكرت إنني غدا أكون مكانه."
عرف عند جماعته بفراسة الخيل لكن فراسته في البشر كانت أكثر كانت لا تخطئ أبدا سبحان من أعطاه، وله كرامات شهيرة ومن يعرف الرجل يعلم ذلك.
وكان بمجرد ما يرى الشخص يعرف نواياه ويجذر مقربيه منه وبعض المرات يعاتب فيجيب :" أطلعني الله ما لم يطلعكم به، وسبحان الله ثبت لنا ذلك."
من منّ الله عليه وفضله أنه كان ورعا أشد ما يكون الورع كان يفر من المال الحرام فراره من الأسد، لدرجة أن أحد أبنائه كان يحذره فيقول يا ولدي لاتترك ولو مسمار من عملك في جيبك فتستعمله في بيتي أنا ربيتكم ولله الحمد على الحلال فلا سبيل للحرام.
كان يحب إدخال البهجة والسرور على قلوب العيال وأولاد الجيران، بما تيسر وخاصة في يوم عاشوراء.
وأحب عبادة عنده الصوم وكان يحب الصلح كثيرا خصوصا بين الأزواج وكان يقول دائما :" اللهم لا تحضرني في طلاق أحد يا رب العالمين ."
وكان لما تواجه مشاكل كان يكثر من قوله :" لها مدبر حكيم ."
زهد في دنيا زهدا غريبا وذلك بعد قصة وقعت له مع سيدي وحبيبي
كان يخدم الأرملة أكثر من غيرها كانت له جارة أرملة كان يقضي لها أمورها ويكرم أبناءها كان يرقي ويعالج بعض الحالات وخاصة الصرع بإذن الله.
تحدث سيدي الحاج الشيخ بن أحمد يوما مخاطبا أهل لمواطر وجرادة. " من أراد الزيارة وتقضى الحاجة فعليه بزيارة سيدي أحمد بن الشيخ، ولا فقيه من غير السي البشير ."
يحكى بعد وفاته إحدى نساء لمواطر إشتد الألم بحفيدها الصغير حملته وقالت إذهبوا به إلى قبر سيدي البشير ببركته يشفى، فكان لها ما أردت.
كان في كل ليلة جمعة يقرأ القرآن زيادة على الورد اليومي صدقة على والديه وكان يقول: يا أولادي هل ستقرأون علي أم لا ؟؟.
كان يحب السفر في يوم الخميس وكان يقول إنه يوم تقضى فيه الحاجات وسبحان الله كان يقول : " يا ليتني ألقى ربي يوم الجمعة." وفعلا مات يوم الجمعة ثالث أيام التشريق
قبل عيد الاضحى أصر على زيارة سيدي احمد بن الشيخ رضي الله وقال لأحد أبناءه :" غير مابغيتش نضيع عليكم فرحة العيد." وفي ليلة عرفة بات ينادي على شيخنا سيدي عبد القادر بن محمد قائلا : ( أنا في ضيافتك يا شيخي يا سلطان الأولياء والصالحين يا سيدي عبد القادر بن محمد.)
بعد ثالث أيام التشريق ومع آذان الفجر سلم الروح إلى بارئها
سنة : 19-11- 2010م
غسله سيدي أحمد بن عثمان وجاره الذي قال عنه أتمنى موتة مثل جاري يعني به سيدي البشير رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه .
أولاده هم السادة البررة : محمد، عبد القادر، عمر، أحمد ، مبارك ، وعبد الله
بناته هم السيدات : يمينة، صفية، خديجة، صباح، كريمة، أسماء، وحسناء
إخوانه هم سيدي الشيخ وهو حاليا مقدم بعده وخليفته، وسيدي أحمد، وسيدي محمد وسيدي لخضر وسيدي الطيب
والسيدة فاطمة، والسيدة عائشة، والسيدة خضرة.
اللهم إرحم مقدمنا سيدي البشير بولنوار، فإنّه كان مسلماً، واغفر له فإنه كان مؤمنا، وأدخله الجنة فإنه كان بنبيك مصدقا، وسامحه فإنه كان لكتابك مرتلا. اللهمّ إغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا. اللهمّ من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضللنا بعده. اللهم ارحمنا إذا أتانا اليقين، اللهم آمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
بحث وتحقيق خادم الطريقة الشيخية الشاذلية بفرنسا حاكمي مصطفى