sourati

حياته رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

حياته رحمه الله

عاش الولي الصالح: سيدي أحمد بن الشيخ السنوات الأولى من حياته بفجيج" شرق المغرب"التي ولد بها حوالي سنة 1870 م

توفي والده سيدي الشيخ بن عبد الحاكم حوالي 1871 م شهيدا في ميدان المعركة ضد الإحتلال الفرنسي للجزائر وشرق المغرب، بعد أن كان سيدي أحمد لا يتجاوز عمره تسعة أشهر ، الشيء الذي جعل أخاه الأكبر سيدي محمد بن الشيخ هو الذي يتكفل برعايته وتربيته . " وقد خلف سيدي الشيخ بن عبد الحاكم من الذكور أربعة : هم محمد ثم أحمد الأول ثم محمد الأصغر الملقب بالزين ثم أحمد الثاني أصغر الإخوة جميعا وهو موضوع البحث ." وبعد مجموعة من الإمتحانات قرر أخوه ومربيه أن يدخله في مرحلة جديدة من التربية الخاصة بعد تلك التي كان قد تلقاها من طرفه منذ الصغر ، ليصقل بها مواهبه وبعده للمستقبل الرباني الزاهر الذي ينتظره ، وستكون في نفس الوقت تربية وإمتحانا ، لقد أعطى أوامره للسيدة المسؤولة على العيال ، أن لا تحضر له منذ اللحظة في كل وجبات اليوم إلا دشيشة الشعير بالماء وحدها . فقد أعطى أوامره الصارمة كذلك أن يتم عزله عن زوجته الشابة التي كان حديث العرس بها ، كما قرر أن يرسله بالتوالي ودون إنقطاع إلى رحلات طويلة وشاقة طول السنة وكان زاده دائما الدشيشة المعلومة التي تم التعاقد عليها دون سواها شتاء كانت الرحلة أم صيفا . ويستمر سيدي أحمد بن الشيخ في تخطي العقبات في دأب وثبات دون أن تخالجه الوساوس أوتزعزه الأقاويل، يزيد قلبه بمرور الأيام تحلية وصفاء، وتزيد نفسه تزكية وإرتقاء، لايبالي بما يفوت النفس من حظوظ، ماضيا لايتلكع، صابرا لا يتجزع، ثابتا لا يتزعزع قاصدا لا يتوزع.




المربي الذي كان يراقب الأحداث كان يتوسم في شقيقه نفحات ربانية وبعد الكفاح المرير وعناء ومشقة المسير طيلة الحلول بأيامه ولياليه، آن الأوان ليعلن الأخ الأمير نتيجة الإمتحان بخلاص تفوق تلميذه الصغير. أنه عمل وليمة كبيرة وجمع كل العائلة وأتباعهاوقال لهم : أيها الجمع أشدكم أن أخي هذا، وأشار إلى سيدي أحمد بن الشيخ، قد أصبح السيد منذ اليوم هو صاحب الأمر على جميع شؤون المال، منذ اليوم يتمتع بكامل الحرية كما يشاء دون أن يعود إليّ في أي أمر، أشهدكم أني قد أجزته منذ اللحظة،إنه سيد نعم السيد وسيظل سيدا إلى يوم القيامة إن شاء الله.

لقد كان سيدي أحمد بن الشيخ في شبابه في غاية الإستقامة، نذكرشهادة أحبته المقربين وملازميه : سأل أحد أبناء سيدي أحمد بن الطيب فقيه سيدي أحمد بن الشيخ الراتب سأل أباه ذات يوم : يا أبتي كيف بي أراك تأتي من العبادة مثل ما يأتي سيدي أحمد بن الشيخ وزيادة وتأتي من الأعمال الخيرية مثل مايأتي وأنت تفوقه بحمل القرآن ومع ذلك بينكما من البون الشاسع ما بينكما. فأجابه قائلا : لعل السر في ذلك ياولدي يمكن في كون سيدي أحمد بن الشيخ قد بنى جميع حياته من البداية على الصفاء والطهر والصدق والإخلاص حيث لم نعهد عليه قط أنه قام بفعل يخالف الشرع، أما نحن فكنا في الشباب نتعرض بين الفينة والأخرى لفترات الضعف . وسيدي أحمد بن الشيخ كأحد أرباب الصلاح والإصلاح رافقته إرهاصات عديدة منذ طفولته تبشر بمكانته المرموقة، منها على سبيل المثال، شهادة عدد من الناس على كون غمامة كانت تظله في السفر من دون الناس . كما كانت كل رأياه صادقة كفلق الصبح، مما يدل على صلاحه وتقواه منذ أن كان صبيا نفعنا الله بسره آمين .

المصدر : سيدي الحاج الشيخ إبن سيدي أحمد بن الشيخ ووارث سره .