بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا مباركا، ثم الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
التعارف يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
إن روعة الإسلام وجماله جعلت منه دينا شاملا يبحث في كل ما من شأنه إشاعة الحب ، والمودة ، والإنسجام ، والأنس بين عباد الله ؛ لأنه إذا تَحقق ذلك الأنس ، وتوهجت تلك المودة في قلوب العباد بعضهم ببعض ، فإن النتاج لا شك لن يكون إلا مجتمعا صالِحا، للحق متبعا ، وبالقرآن منتهجا، وللسنة محبا ومتبعا، وبالعقيدة الصحيحة معتقدا، وللسلف الصالح وصحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مسترشدا ومحبا.
لهذا كان حرص الإسلام واضحا على أن يتودد المسلم لغيره من الناس بالتعرف إليهم ، فالتعرف والتعارف خطوة على طريق الأخوة الصادقة التي بها تنصلح الأحوال ، وأمامها تهتز المصاعب والجبال ، وبدونها لا تقوم لأمة الإسلام قائمة.
وقد حرص المنهج الرباني في القرآن الكريم على ذلك أشد الحرص ؛ حيث قال تعالى ولم يزل قائلا عليما عليما: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [الحجرات: 13].
كما أن من أول ما حرص عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عند تأسيسه للدولة الإسلامية في المدينة المنورة، زادها الله نورا كان حريصا على تحقيق الأخوة والمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين لتحقيق التعارف المتين، إيمانا منه صلى الله عليه وآله وسلم واعتقادا بأن التعارف والتآخي بين أفراد الصف المسلم سيكون اللبنة الأم والقوية والأولى نحو تحقيق الغايات وإرساء دعائم القوة والمتانة للدولة المسلمة.
فدين الإسلام دين عظيم له من الأسس الهامة التي يرتكز عليها ويدعو لها، وهي الحب والتعارف والتآخي بين أفراد المسلمين، وهذا من شأنه أن تتكسر القيود، وتنصهر الأرواح، فتكون كالنفس الواحدة.
( فالأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تنافر منها إختلف ).
لا زلنا مع شخصيات متميزة تركت بصماتها في التاريخ ولو أن أعمالهم الصالحة كانت في خفاء، إلا أننا من واجبنا ومن حقهم علينا بأن نذكرهم ولو بما تيسر لنا رجاء دعوة أخ صالح أو أخت صالحة.
إزداد سيدي عبد الحاكم البوشيخي الصديقي بن خريس بن جلول بن أحمد آل سيدي زيان بن الولي الصالح سيدي الحاج عبد الحاكم : سنة 1936م، من دوار السعيدات فمن هم السعيدات ؟
دوار السعيدات هم من أحفاد الولي الصالح سيدي الحاج عبد الحاكم نجل شيخ الطريقة وشمس الحقيقة إمام الصوفية سيدنا وشيخنا عبد القادر بن محمد رحمه الله آمين .
أشهر الفرق المنتمية للسعيدات المعروفة أولاد القايد، أولاد البشير، أولاد باهون، المجادبة، الجرابعة، الزغم.... وغيرهم...
أغلبهم يتواجدون بمدينة عين بني مطهر، وجدة، والواد الحيمر، والعيون الشرقية، وجرسيف، ومراكش، وبعضهم نواحي سعيدة وبشار، والمشرية، والشلالة، بالقطر الجزائري الشقيق، جنبا إلى جنب مع أبناء عمومتهم باقي فروع أولاد سيدي الشيخ وأحبابهم .
معروف عن السعيدات حبهم لكل أولاد سيدي الشيخ وأحبابهم وغيرتهم الكبيرة على طريقة الأسلاف " الشيخية "
من ما نعرف من مقدمي الطريقة الشاذلية الشيخية لدوار السعيدات
المقدم سيدي الصغير بنسعد، والمقدم سيدي حكومي غراس، والمقدم بنسعد سيدي بوعمامة، والمداح المعروف سيدي بحوص بنسعد، أما بالنسبة للعنصر النسوي فهناك المقدمة للا فاطمة زوجة السيد بنسعد الهواري القائمة على ضريح الولي الصالح سيدي محمد بن زيان بمدينة وجدة، والمقدمة للا فاطمة بنسعد زوجة بنسعد سيدي بوعلام وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
أم سيدي الحاج عبد الحاكم بن خريس فاطنة بنت عبد الرحمان الشهير ب ( القايد دحان)
قضى مدة في فرنسا من 1963م غاية 1971م
وبعدها رجع نهائيا إلى مدينة عين بني مطهر
كان سيدي عبد الحاكم بن خريس رحمه الله تعالى رجل صالح مصلح متواضع محب للصالحين أينما كانوا وكان مداوما على زيارتهم وكان يعرف عن أهل الله الكثير وكان دائما يتكلم عنهم وعن سيرتهم وخاصة منهم أولاد سيدي الشيخ، كان رحمه الله كثير التردد على مقام جده وشيخه سيدي عبد القادر بن محمد بفجيج في إطار زيارات جماعية أو بشكل فردي وكذلك زيارته من الفينة والأخرى كلما أتاحت له الفرصة لزيارة ضريح سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد بالأبيض سيدي الشيخ، خاصة برفقة سيدي بحوص بن علال الذي كانت تجمعه به علاقة خاصة ومحبة كبيرة،
وكذلك مع سيدي علال وأخيه سيدي الحاج عبد الكريم بن الطيب وكان كذلك صديق حميم ومحب لإبن عمه سيدي الحاج الشيخ بن أحمد، وكان يعرف عنه الكثير وكان سيدي الشيخ دائما يوصي عليه الجماعة وكان رجلا كريما ومكرما للضيوف وكانت منزله كزاوية وكذلك كان يحب أهل البيت الشرفاء.
كان رحمه الله من المؤسسين لموسم الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد 2005م الذي يقام كل عام بالزاوية البوعمامية الشيخية.
كما كان رحمه الله وجزاه الله كل خير من المؤسسين للجمعية الشيخية الصديقية سنة 1996م والتي كان لها الفضل في تأصيل وإحياء تراث سيدي الشيخ ونشر مآثره وفكره: ( الياقوتة والحضرة " تحقيق الأستاذ الطواهرية"، وكتاب مناقب سيدي الشيخ للعلامة السكوني .
كانت له كرامات وفراسة قاطعة، وكان له علم بأنساب أغلب أولاد سيدي الشيخ وكانت الزاوية الشيخية تعتمد عليه كمرجع لأولاد سيدي الشيخ في المغرب والجزائر
من كراماته رحمه الله أنه كان مستجاب الدعاء عند الله عز وجل
ومن كراماته وعن بعض محبيه أنه أخبره عن قرب أجله وكان كما قال ولله في خلقه شؤون، ترك لنا ثلة من الأبناء البررة كلهم فيهم الخير والصلاح . ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ).
أولاده من زوجته السيدة محجوبة بنت عبد القادر بن قدور :هم السادة والسيدات: خديجة، فظيلة، أحمد.
ومن زوجته السيدة فاطمة بن محمد بن زيان هم السادة والسيدات : محمد، بوعمامة، أمبارك، الزهرة، ابراهيم حبيبة، عبد الرحمان .
إخوانه الذكور على التوالي هم السادة : عبد الرحمن، والحاج أحمد، ولخضر.
ومن الإناث: للا عائشة، للا فاطمة، للا خيرة، للا حمامة.
توفي يوم الأربعاء 6 أبريل 2011م الموافق ل 02 جمادى الأولى 1432ه. بحضور شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية سيدي حمزة بوعمامة الذي لقنه الشهادة، حيث كان حاضرا ساعة إحتضاره ألى أن سلمت الروح إلى بارئها رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
بحث وتحقيق مقدم الطريقة الشيخية الشاذلية حاكمي مصطفى