sourati

بني كيل والثلج

بني كيل والثلج


إشتد الجفاف في إحدى السنوات على المنطقة الشرقية، فعمدت قبيلة بني كيل إلى زيارة سيدي أحمد بن الشيخ طلبا للمطر نظرا لما كان لها فيه من محبة وتقدير . فإجتمع حوالي 70 فارسا وأتوه زائرين بالزاوية . وكانت من عادة بعض العرب حين الإلحاح على طلب الشيء أن يعمدوا إلى تجريد الشخص الذي يقصدون من ثيابه أمام الناس، وهو ما يسمى بالعامية " التقشاط " . ولما تناولوا الغذاء إنقض بعضهم على بعض الشيوخ من أصحاب سيدي أحمد بن الشيخ وبدأوا يجردونهم من الثياب حتى هموا أن يتركوهم عراة ليثيروا حفيظة سيدي أحمد بن الشيخ . ورغم أنه ناشدهم بالتمهل فقد تمادوا في التصعيد . ولما عزت عليه محنة أصحابه خامره الوجد ونادى الزوار بصرامة قائلا :

" يا معشر بني كيل ماذا تريدون من وراء صنيعكم ؟ " . فقالوا : " نريد المطر يا سيدي" فأجابهم : " إن كنتم يا هؤلاء تريدون الماء والغدير فعليكم بالصغير وإن كنتم تريدون الثلج الكثير فعليكم بالمير" . ومعنى قوله إنكم إن كنتم تريدون الغيث النافع الذي لا يحدث أضرارا فعبروا عن ذلك بتوجهكم إلى أحد صغار الجماعة، أما إن كنتم تريدون المطر الغزير المصحوب بالثلوج والذي يحدث خسائر فعبروا عن ذلك بتوجهكم إلى أمين سري السيد المير .




وما أن أتم كلامه حتى عمد أحدهم إلى إلقاء السلهام على سيدي المير رغبة في كثرة المطر لكونهم كانوا في حاجة ماسة إليه . فقال لهم سيدي أحمد : " لكم ما طلبتم . وأنصحكم أن تلتحقوا فورا بأهاليكم وأن تنتقلوا بمجرد وصولكم إلى الأماكن المرتفعة ولا تتركوا أحدا في السفل " . وتفرق الجمع بمجرد إنهاء الكلام . وكان الأمر كذلك . فما أن وصلوا حتى بدأت العواصف الهوجاء والثلوج في التساقط بشكل لم يسبق لهم أن شاهدوه طوال حياتهم . وإستمر الحال كذلك لمدة 12 يوما كاملة حتى تسبب في ضياع عدد كبير من المواشي خصوصا تلك التي لم تتحصن في المرتفعات . وقد تم أكثر الضياع بالخصوص في أحد الحياض الشيء الذي جعلهم يطلقون عليه إسم حوض سيدي أحمد الذي لا زال يحمله إلى اليوم .