sourati

واقعة المصروع

واقعة المصروع


لا داعي لإعادة الحديث حول العلاقة المتميزة التي كانت تربط الحاج الصياد بسيدي أحمد بن الشيخ . أقل ما يقال عنها أنها كانت في غاية الإمتياز . ذات مرة قدم الحاج الصياد إلى سيدي أحمد بن الشيخ فزعا مذعورا . فقال له سيدي أحمد بن الشيخ إجلس لتتناول الفطور معنا . فقال : " يا سيدي ومن أين لي بالفطور . قد تركت فلانا ( أحد أفراد عائلته ) صريعا في حالة جد خطيرة " فقال له :

" تمهل تناول الفطور وسيفعل الله خيرا " . لكن الحاج الصياد الذي كان في غاية الإضطراب لم يطق صبرا . فلما رآه سيدي أحمد بن الشيخ كذلك أمسك بيده بشدة وأمعن فيه النظر بحدة حتى كادت ترتعد فرائسه . فقال له : " إذهب إلى ضريرك وأمسك بيده مثلما أمسكت بيدك وأمعن فيه النظر فإنه سيقوم معافي إن شاء الله تعالى " . ولما سمع الحاج الصياد ذلك عاد مسرعا . فلما وصل نفذ ما أمره سيدي أحمد بن الشيخ فإذا بالمصروع يستفيق فجأة ويقوم معافي وكأن شيئا لم يقع البتة . ومن الأمور التي يمكننا أن نستفيدها من هذه الكرامة نذكر ما يلي :




- مدى القوة الروحية التأثيرية التي كان يتمتع بها سيدي أحمد بن الشيخ، والتي أثر بها على العارض وعلى بعد المسافة . والقوة من هذا الشكل لا تتوفر إلا للخواص .
- إمكانية تمرير قوة التأثير بالوساطة عن طريق الإذن . فالحاج الصياد رجل أمي بسيط معروف لكنه بمجرد حصوله على الإذن من سيدي أحمد بن الشيخ إستطاع أن يؤثر على المصروع لا بقوة ذاتية فيه ولكن بالقوة التأثيرية التي إستمدها عن طريق الإذن . ومن هنا تظهر ضرورة إتخاذ الشيخ بالخصوص في الأمور الروحية لأنها مسالك وعرة يستعصي إمتطاء قواربها بدون ربان .
- إمكانية التأثير على الجن وهم المخلوقات النارية بمجرد التوفر على القوة الروحية النورانية دون تلاوة أو أذكار لأن القوة النورانية تسيطر على القوة النارية .

- إمكانية تصرف الولي في نصيب القدرة الخاصة يجريها الله على يديه كأن يمرر منها نصيبا للغير عن طريق الإذن . وذلك ما فعل سيدي أحمد حيث مرر للسيد الصياد من قوة التأثير ما سخرها لتذليل العارض الذي أصاب قريبه .